برنامج قراءة: كيف نفهم الألم؟ (4 حلقات)
*من سلسلة كوكبة
«إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟»
بهذه الكلمات من الكتاب المقدس، يناجي المسيح ربه وهو فوق صليبه. ربما تكون هذه من اللحظات الفريدة التي توحد فيها الإنساني مع الإلهي. وفق المنظور المسيحي، فإن ألم المسيح هو التجلي الأشد سطوعًا لعدل الله، معاناته وتجربته لا تجسد انفصال اللاهوت عنه قدر ما تعكس الحكمة الإلهية للألم. إنها اختبار الابن الأزلي لمعاناة البشر من بعده، الخلاص والفداء.
لكن هل يخضع الألم، كخبرة إنسانية، لحكمة الله؟ ألا يمكن النظر إلى تجربة المسيح بوصفها تأبيد للألم كشرط أساسي في العلاقة بين الأرض والسماء، لا مجرد اهتمام من الرب الرحيم بمشكلة الألم؟ لكن بعيدًا عن الرؤى الميتافيزيقية، قدمت البشرية محاولات عدة في فهم طبيعة الألم وأثره على السلوك الإنساني. تاريخ الأدب والثقافة الإنسانية حافل بالشخصيات الرازحة تحت وطأة الآلام النفسية والذهنية. أوديب وهاملت، «الأمير ميشكين»، «فرتر»، و«إيما بوفاري».
في برنامج القراءة المُقترح سنركز اهتمامنا على الألم الجسدي، المرض الذي يهدد الكيان المادي للإنسان، حيث تبدو العلاقة بين الكتابة والألم أبدية من وجهة نظر العديد من الكُتاب والفلاسفة والمفكرين. نقدم من خلال ثيمة الألم/المرض أربعة ترشيحات في أربع حلقات لكتب تناولت تجربة الألم، وطرحت أسئلة أكثر جدلية عن ماهيته وغايته، وكيفية مقاومته. يمكنكم قراءة مقدمة البرنامج والحلقة الأولى هنا، والحلقة الثانية هنا، والثالثة هنا.
عند قراءة عمل بانورامي/ ملحمي ضخم مثل كتاب «إمبراطور المآسي: سيرة للسرطان»، للكاتب والطبيب سيدهارتا موكرجي، فإنك تحتار في نقطة البداية التي يمكنك الانطلاق منها للحديث عن الكتاب. كيف يمكن الكتابة عن معركة أسطورية خاضها الإنسان قبل آلاف السنين حتى يومنا هذا؟ معركة بقاء، ضد رسول الموت، ومبعوثه الأكثر رعبًا، السرطان.
قد تصلح إجابة سيدهارتا موكرجي، حين سُئل عن السبب وراء قراره بتأليف كتاب عن السرطان، مدخلًا لتناول هذا العمل الهائل الفريد.
يوضح موكرجي، الأستاذ المساعد في جامعة كولومبيا والطبيب الممارس المتخصص في مرض السرطان، أن الكتاب محاولة للإجابة عن سؤال طرحته إحدى مريضاته عليه، وكانت مصابة بنمط شديد العدوانية من سرطان المعدة يقاوم العلاج الكيماوي، قالت: «أنا راغبة في مواصلة المعركة، لكنني بحاجة لأن أعرف ماهية من أقاتل».
لمحاولة الإجابة عن سؤالها، يعود موكرجي إلى جذور مرض السرطان ومسيرته عبر التاريخ. يصف الكتاب بأنه «سيرة ذاتية للسرطان». يوغل موكرجي في التاريخ باحثًا عن بدايات التعرف على هذا المرض القاتل. يحكي قصة عقود من الاكتشافات والانتصارات العلمية والمعرفية، وكذلك الكثير من الموت والانتكاسات، قصص معاناة المرضى في الماضي والحاضر وتضحياتهم من أجل فهم أعمق للمرض.
الكتاب تأريخ للسرطان. يسلط الضوء على المرتكزات الكبرى التي عرفها تاريخ السرطان الممتد لأربعة آلاف سنة. يقودنا موكرجي لا إلى أعماق العلم والطب فحسب، بل كذلك إلى أغوار الثقافة والتاريخ والأدب والسياسة، إلى «ماضي السرطان كما إلى مستقبله».
ليس الهدف النهائي للكتاب مجرد السرد، بل يتجاوز ذلك إلى إثارة سؤال جوهري: هل الخلاص من السرطان أمر ممكن التصور في المستقبل. «هل نستطيع أن نستأصل هذا المرض من أجسامنا ومجتمعاتنا إلى الأبد»، كما يتسائل موكرجي في مقدمة الكتاب.
مع انغماسه المتزايد في العمل اليومي مع السرطان أثناء فترة الزمالة في اختصاص معالجة الأورام، دخل موكرجي في حالة من الكآبة رافقته طوال عامي البرنامج التدريبي للزمالة. يقول موكرجي، واصفًا حالته هو وزملائه، إن السرطان «غزا خيالاتنا، وتغلغل في أفكارنا ومحادثاتنا».
انطلق موكرجي بعدها مثل باحث نهم للتاريخ وفي ذهنه تتبادر مجموعة من الأسئلة المُلحة حول «القصة الأكبر للسرطان»: «كم يبلغ عمر هذا المرض؟ ما جذور معركتنا مع هذا المرض؟».
يتتبع الكتاب الرحلة المعرفية للبشرية، بداية من المفاهيم والأفكار المغلوطة عن السرطان، مرورًا بالممارسات والإجراءات الطبية القاسية والمتغطرسة، وصولًا إلى المفهوم الحالي للمرض.
يُعرف السرطان بوصفه داء سببه تكاثر غير منضبط لخلية يتم إطلاقه عبر «طفرات- تبدلات في اﻟ DNA تؤثر بشكل خاص في الجينات التي تحث الخلية على التكاثر غير المحدود».
لم يزد المفهوم العلمي الحالي لماهية السرطان التحديات إلا تعقيدًا. فكون «السرطان مُتضمَن في الجينوم البشري» يعني أنه «حالما نطيل فترة حياتنا كنوع بشري فإننا أيضًا نوسع المجال أمام النمو الخبيث. إذ أن النمو السرطاني والنمو الطبيعي متضافران جينيًا». وكما يقول موكرجي: «إذا كنا نبغي الخلود فإن الخلية السرطانية تريد الشيء ذاته».
لعل تلك الطبيعة هي ما تُكسب السرطان تفرده في العقل الجمعي. وصفه أحد جراحي القرن التاسع عشر بأنه «إمبراطور جميع الأمراض، ملك الرعب». يوضح الطبيب السوري «أيهم أحمد» مترجم الكتاب، أن الخلية السرطانية «كينونة حياتية» و«جل ما تفعله هو السعي للبقاء». السرطان يقاوم الموت ويتمسك بالحياة، وصراع الإنسان معه هو «صراع وجودي».
يبين موكرجي أننا نميل للتفكير في السرطان كمرض «حديث أو معاصر» لأن «استعاراته ومجازاته اللغوية حديثة جدًا». لكن الحقيقة أن السرطان موغل في القِدم.
يطرح موكرجي صورة السرطان كنصفنا الآخر المعاصر «المتسم بالتهور والحقد»، ويقول إنه شعر أثناء تقدمه في الكتاب بأنه لا يكتب تاريخ «شيء ما»، بل يكتب عن «شخص ما».
وكأي كاتب سيرة يجب عليه أن يعود إلى البدايات الأولى لبطل سيرته.
الظهور الأول للسرطان كان في مخطوط مصري لبردية. بعد اكتشافها وترجمتها في عام 1930، تبين أنها تحتوي على مجموعة تعاليم الوزير «إمحوتب»، الطبيب المصري العظيم بتعبير موكرجي، الذي عاش حوالي عام 2625 قبل الميلاد.
تخلو البردية من السحر والتمائم والتعاويذ. كتب إمحوتب فيها عن الحالات الثماني والأربعين التي احتواها المخطوط بلغة علمية رصينة غير متحيزة، «وكأنه يكتب كتابًا مدرسيًا معاصرًا عن الجراحة». احتوى المخطوط حالات طبية مثل كسور اليد، خراجات الجلد، كسور الجمجمة المفتتة، ولكل منها «مصطلحاته التشريحية الخاصة، تشخيصه، خلاصاته، ومآله».
يقول إمحوتب وهو يصف الحالة الخامسة والأربعين: «حالة فيها كُتل بارزة منتشرة في الثدي… الكتل البارزة تعني وجود تورمات كبيرة، منتشرة، وقاسية في الثدي، ملمسها يشبه ملمس كرة من اللفائف». اعتاد إمحوتب أن يتبع وصف كل حالة بمناقشة موجزة للعلاجات، لكنه أورد تحت المقطع المعنون «العلاج» لهذه الحالة جملة وحيدة هي: «لا يوجد علاج».
انقضت ألفا سنة منذ الوصف الذي قدمه إمحوتب للسرطان قبل أن نسمع به مرة أخرى. في كتابه الضخم عن التاريخ المكتوب حوالي عام 440 قبل الميلاد، يورد المؤرخ اليوناني هيرودوت قصة «أتوسا» ملكة فارس، والتي أُصيبت فجأة بمرض غير عادي. أُصيبت الملكة بسرطان الثدي وهي في سن السادسة والثلاثين. فرضت أتوسا على نفسها عزلة صارمة بعد أن لفت ثديها بالأقمشة. قد يكون الأطباء حاولوا علاجها دون جدوى. في النهاية قام عبد يوناني يدعى «ديموسيدس» بإقناعها بأن تسمح له باستئصال الورم، وربما قطع الثدي.
يحكي هيرودوت أن أتوسا أقنعت زوجها بتوجيه حملاته العسكرية نحو الغرب لغزو اليونان حتى يتسنى لديموسيدس العودة إلى وطنه، عرفانًا منها بجميله حيث خلصها من الألم. ستشكل سلسلة الحروب اليونانية الفارسية لحظة فارقة في التاريخ المبكر للغرب. يقول موكرجي في كلمات دالة: «إنه ورم أتوسا الذي أطلق آلاف السفن؛ لقد ترك السرطان، رغم سمعته كمرض سري، بصماته على العالم القديم».
إضافة إلى تلك القصص التاريخية، فإن موكرجي يؤكد على اكتشاف أورام سرطانية في مومياوات محنطة. بعد تشريح مومياوات عمرها ألف عام من مقبرة أثرية في صحراء أتاكاما جنوب البيرو، ومومياوات من واحة «الداخلة» في مصر من حوالي عام 400 ميلادية. كما وجد فريق من أطباء باثولوجيا المتحجرات عام 1914 مومياء مصرية عمرها ألفي سنة في مدافن في الإسكندرية، لديها ورم يغزو عظم الحوض. كذلك اكتشف عالم الانثروبولوجيا «لويس ليكي» عظم فك عمره مليوني سنة يحمل علامات شكل خاص من اللمفوما (سرطان الغدد اللمفاوية). وغيرها من الاكتشافات التي تعني أن السرطان ربما يكون المرض الأقدم على الإطلاق.
يتساءل سيدهارتا موكرجي عن السبب وراء غياب السرطان من التاريخ الطبي القديم وأدبياته. فلا يوجد كتاب أو إله مخصص للسرطان في الثقافات القديمة، بينما عرف سكان بلاد ما بين النهرين مرض «الشقيقة migraine»، وتحدث المصريون عن نوبات الصرع، وذُكر عن الجذام في كتاب اللاويين اليهودي، وفي «فيداس» الكتاب المقدس عند الهندوس هناك مصطلح طبي يشير إلى الاستسقاء. وهناك آلهة مكرسة خصيصًا للجدري وأمراض أخرى مثل السل. لكن في ما يتعلق بالسرطان، فحتى الأنواع الشائعة منه كانت غائبة تمامًا.
يبين موكرجي أن هناك أسبابًا متعددة لهذا الغياب؛ أهمها، طول فترة الحياة، فالسرطان مرض مرتبط بالعُمر. يزداد معدل حدوثه مع تقدم العمر. في معظم المجتمعات القديمة لم يكن الناس يعيشون طويلًا بما يكفي ليصابوا بالسرطان. «كان الرجال والنساء يستنفدون طويلًا بأمراض مضنية مثل السل والوذمة والكوليرا والجدري والجذام والطاعون والتهاب الرئة». كان السرطان غارقًا في بحر تلك الأمراض الأكثر انتشارًا. «لقد أصبح شائعًا فقط عندما قُتِل جميع القتلة الآخرين». تصور الأطباء في القرن التاسع العشر أن سبب السرطان هو الحياة المعاصرة بما تتميز به من سرعة واندفاع، والتي أثارت عملية نمو مرضية في الجسم. يوضح موكرجي أن هذا الربط كان صحيحًا، لكن العلاقة السببية لم تكن كذلك. إن «الحضارة لم تسبب السرطان، بل أماطت اللثام عنه فحسب لأنها أطالت فترة حياة الإنسان».
العامل الآخر هو تطور القدرة على الاكتشاف والتشخيص، مما أدى إلى انتشار تحديد السرطان كسبب دقيق للموت. تحقق ذلك بفضل تطور تقنيات الجراحة وأخذ الخزعات وتشريح الجثث، واستعمال تقنية الماموجرام للكشف عن سرطان الثدي في مراحله المبكرة.
وبالطبع، «غيّرت بنية الحياة المعاصرة طيف الأمراض السرطانية بشكل جذري، فازداد حدوث بعضها، وانخفض حدوث بعضها الآخر»، كما يكشف موكرجي.
يستعرض موكرجي النظريات والمفاهيم ذات التأثيرات الهامة على علم الأورام والممارسات العلاجية. كانت نظرية الطبيب كلاوديوس غالين، الكاتب غزير الإنتاج الذي عمل بين الرومان حوالي سنة 160 بعد الميلاد، ذات تأثير عميق على مستقبل علم الأورام. اقترح غالين أن السرطان «ناجم عن حالة خبيثة جهازية يحدث فيها فرط إفراز داخلي من الصفراء السوداء». تعززت تلك النظرية طوال القرون، وصارت فكرة الاستئصال الجراحي للأورام فكرة حمقاء لأن غالين يوضح أن الصفراء السوداء موجودة في كل مكان ومنتشرة ومتغلغلة في الجسد، كمثل أي سائل. ونتيجة قسوة الجراحات قديمًا، امتلأت الصيدليات بقائمة ضخمة من علاجات للسرطان مثل: «مزيج من الرصاص والكحول، خلاصات من الزرنيخ، أسنان خنزير ذكر، رئة ثعلب، نبات السينا، مزيج من الكحول والأفيون» وغيرها.
ينتقل موكرجي بعدها إلى ما يسمى «الجراحات الجذرية» التي سادت بشكل مرعب مع تطور الجراحة بعد اكتشاف التخدير والتعقيم، تطور التشريح، ودحض نظرية غالين. حققت فكرة الاستئصال الجذري عدة نجاحات على يد جراحين كبار مثل بيلروث وهالستد، لكنها كانت تسفر عن تشوهات جسيمة، نتيجة توغلها لاستئصال العضلات والغدد، وأجزاء من العظم في بعض الأحيان. لكن الاستئصال لم يمنع «النكس»، أي معاودة الإصابة بالورم.
من الشخصيات العظيمة التي يسلط الكتاب الضوء على إنجازاتها ودورها الهام، الطبيب المختص بباثولجيا الأطفال «سيدني فاربر»، المولود في نيويورك عام 1903. قدم فاربر إلى العالم الأمل في الشفاء من السرطان، حين حققت تجاربه الكيماوية نسب شفاء عالية من اللوكيميا عند الأطفال. اكتشف فاربر مادة كيماوية فعالة ضد السرطان في أحد نظائر الفيتامينات. فاربر هو «أبو المعالجة الكيماوية الحديثة »، وكان يحلم بتحقيق شفاء عالمي من السرطان.
انضمت « ماري لاسكر» إلى فاربر في رحلته التي استمرت لعقود. كانت لاسكر وجهًا اجتماعيًا بارزًا من مانهاتن، ذات طاقة سياسية واجتماعية أسطورية، وساهمت في تعزيز ميزانيات العلاج والبحوث المتعلقة بالسرطان، وحشد التمويل اللازم وإطلاق «حرب وطنية ضد السرطان» في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
يستمر الكتاب في تناول العديد من الاكتشافات والإنجازات، وصولًا إلى الأبحاث الحديثة مثل أبحاث روبرت واينبرج واكتشافاته الأساسية في «جينات السرطان». كما خصص الكتاب فصلًا كاملًا عن موضوع «الوقاية» وما يتعلق بوبائيات السرطان وتحديد بعض العوامل المسرطنة مثل التبغ والأشعة فوق البنفسجية والكادميوم والأسبستوز. يوضح موكرجي إن الوقاية من السرطان «لا يزال مجالًا في طفولته المبكرة».
يصور الكتاب معاناة المرضى في الماضي والتي سمحت لنا بالوصول إلى ما نحن عليه الآن.
في بداية خمسينيات القرن الماضي اتصلت فاني روزنو، ناشطة وناجية من سرطان الثدي، بصحيفة «نيويورك تايمز» طالبًة نشر إعلان عن جماعة لدعم المصابات بسرطان الثدي. اعتذر محرر الشؤون الاجتماعية بالصحيفة قائلًا: «الصحيفة لا تستطيع نشر كلمة ثدي أو كلمة سرطان على صفحاتها».
يسرد الكتاب بعض قصص المرضى مع التجارب السريرية الفوضوية وغير المنظمة. يقول موكرجي إن أحد أهدافه التأكيد على أن «هذه الجهود والتضحيات لم تذهب عبثًا».
لا يتقيد الكتاب في سرده بالتعاقب الزمني. أي أن السرد لا يتبع خطية الزمن من الماضي إلى الحاضر وفق ترتيب صارم، وإنما يتنقل موكرجي في رحلته بين الأزمنة والقصص من أجل إبراز كل جوانب فكرته. يزخر الكتاب بالاقتباسات الأدبية والإحالات إلى أعمال فلسفية وفكرية، من سوفوكليس وشكسبير وويليام بليك، إلى آرثر كونان دويل ولويس كارول وسوزان سونتاج. كما يقدم المفاهيم الطبية المعقدة والاكتشافات العلمية بلغة سلسة، مبسطة ودقيقة. حصل الكتاب على جائزة البوليتزر المرموقة. ومؤخرًا، اختارته مجلتا «التايم» و«النيويوركر» كأحد أهم كتب العقد.
عشان من حقك الحصول على معلومات صحيحة، ومحتوى ذكي، ودقيق، وتغطية شاملة؛ انضم الآن لـ"برنامج عضوية مدى" وكن جزءًا من مجتمعنا وساعدنا نحافظ على استقلاليتنا التحريرية واستمراريتنا. اعرف اكتر
أشترك الآن