ثاني ليالي الرعب بالعريش.. «ولاية سيناء» يواصل مهاجمة كمائن المدينة ومقتل 9 في سقوط قذيفة على منزل
أرشيفية
 

عاش أهالي مدينة العريش ليلة رعب ثانية، أمس الأربعاء، لم تختلف كثيرًا عن سابقتها، بعدما هاجم مسلحون تابعون لتنظيم «ولاية سيناء»، لليوم الثاني على التوالي، كمائن لقوات الشرطة من بينها قوة تأمين كنيسة «مارمينا» غربي مدينة العريش، فيما قُتل تسعة مدنيين غرب العريش في سقوط صاروخ على منزل؛ اثنان منهم كانا مختطفين من قِبل تنظيم «ولاية سيناء» وأفرج عنهم قبل وقت قصير.

وقال مصدر أمني لـ «مدى مصر» إن مسلحين هاجموا، قرب التاسعة مساءً، عدة ارتكازات شُرطية في نفس الوقت، منها ما يقع على الطريق الدولي الساحلي، ومنها ما يقع داخل حي المساعيد، آخر أحياء العريش في اتجاه الغرب. وبحسب مصادر محلية، سُمعت أصوات تبادل لإطلاق النيران بشكل واضح.

وبحسب المصدر الأمني، أصيب جنديان في الهجوم، أحدهما من قوة تأمين كنيسة «مارمينا» داخل حي المساعيد، والآخر من قوة كمين «بالم بلازا»، مؤكدًا أن قوات الأمن أغلقت الطريق الدولي على الفور ودفعت بتعزيزات لمحيط مواقع الاشتباكات.

 سكان بحي المساعيد، أكدوا أن قوات الأمن أخلت بعض الشوارع داخل الحي، ومنعت السير والتواجد في محيط الكمائن، وأن إطلاق الرصاص استمر ما يقرب من نصف الساعة.

تنظيم «ولاية سيناء» الذي ينشط في المنطقة الحدودية لمحافظة شمال سيناء، تبنى سلسلة الهجمات التي وقعت أمس عبر منصة «أعماق» المسؤولة عن نشر بيانات التنظيم، مع نشر بيان مفصل عن الهجمات التي وقعت مساء الثلاثاء الماضي وسط العريش.

وكانت هجمات متزامنة وقعت مساء الثلاثاء في وسط مدينة العريش، طالت ثلاثة كمائن تابعة لقوات الشرطة، أسفرت عن مقتل سبعة من قوات الشرطة بينهم ضابط، وأصيب سبعة آخرين، وقُتل مَدني وأُصيب اثنان.

حالة العنف التي شهدتها مدينة العريش الليلتين الماضيتين ألقت بأثرها على الأسواق والشوارع الرئيسية وسط المدينة، التي قلت فيها الحركة بشكل ملحوظ، مع انتشار مكثف لقوات الشرطة وتنظيم دوريات على مدار الساعة في الشوارع. وبحسب مصادر محلية، طوقت حملات أمنية أحياء قسم رابع العريش خلف ميدان الرفاعي، وبدأت حملة تفتيش للمنازل وجمع بيانات الأهالي، كما أغلقت القوات جزءًا من ميدان الرفاعي وشارع الإسعاف.

وفي واقعة منفصلة، قُتل تسعة مدنيين جميعهم من قبيلة السواركة ومن النازحين من مناطق جنوب الشيخ زويد، إثر سقوط قذيفة صاروخية على منزل، قرب الساعة العاشرة من مساء أمس الأربعاء، في منطقة «الكيلو 17» غربي مدينة العريش.

وبحسب مصدر طبي، نقلت سيارات الإسعاف تسعة جثامين لأشخاص قُتلوا في القصف، بينها أشلاء لجثتين. 

مصدر محلي أكد لـ«مدى مصر»، أن القصف وقع بعد دقائق من دخول شخصين لمَضيفة بجوار المنزل المقصوف، مشيرًا إلى أن الشخصين كانا مختطفين من قِبل تنظيم «ولاية سيناء» منذ نهاية شهر رمضان، وأفرج عنهما التنظيم في منطقة قريبة من «الكيلو 17».

وأضاف المصدر، أن الشخصين لجئا إلى أهالي تجمع «الصالحين» في ساعة متأخرة من مساء أمس، وقام الأهالي بفتح المضيفة لاستقبال ضيفيهم، وبمجرد دخول الاثنين قُصف المنزل المجاور للمضيفة بصاروخ، مرجحًا أن يكون من طائرة بدون طيار، وسُمع صداه داخل مدينة العريش التي تبعد عن المنطقة قرابة 25 كيلومترًا.

وأوضح المصدر أن الشخصين كانا ضمن مجموعة من المواطنين اختطفت من قرية مزار المتاخمة لقرية الروضة، قبل نهاية شهر رمضان الماضي.

مصدر محلي، كان قد تحدث لـ«مدى مصر» في وقتٍ سابق، عن قيام مسلحين باقتحام قرية مزار القريبة من قرية الروضة قُبيل انتهاء شهر رمضان، واختطفوا ثمانية أشخاص من داخل القرية.

لا يعد هذا القصف هو الأول من نوعه الذي يُقتل فيه مدنيون في سيناء بقذائف مجهولة المصدر، إذ سبق أن قُتل خمسة مدنيين من قرية الجورة في 27 مايو الماضي، بعد سقوط صاروخين على منزل بالقرية. وقال أحد الأهالي لـ «مدى مصر» في وقتها إن مقاتلة حربية ظهرت في الأجواء بعد استهداف المنزل بدقائق، مرجحًا أن تكون تلك الطائرة وراء سقوط القتلى. كما قُتل مدنيان في أغسطس 2016 إثر سقوط قذيفة مجهولة على منزل جنوب مدينة الشيخ زويد.

وبحسب إحصاء لمديرية التضامن الاجتماعي في محافظة شمال سيناء، اطلع «مدى مصر» على نسخة منه، قُدر عدد المدنيين الذين قُتلوا في شمال سيناء بطلقات عشوائية وقذائف مجهولة المصدر في الفترة من يوليو 2013 إلى منتصف 2017، بـ 621 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، وبلغ عدد المصابين 1247 شخصًا.

اعلان

دعمك هو الطريقة الوحيدة
لضمان استمرارية الصحافة
المستقلة والتقدمية

عشان من حقك الحصول على معلومات صحيحة، ومحتوى ذكي، ودقيق، وتغطية شاملة؛ انضم الآن لـ"برنامج عضوية مدى" وكن جزءًا من مجتمعنا وساعدنا نحافظ على استقلاليتنا التحريرية واستمراريتنا. اعرف اكتر

أشترك الآن