عندما خرج الناس للاعتصام أمام قيادة الجيش في الخرطوم يوم 6 أبريل 2019، كنتُ في القاهرة أتابع المشهد من بعيد. لم أتخيّل قط أننا سنسقط حكم عمر البشير في يومٍ ما، رغم 30 عامًا من الطغيان الذي ظلت تشهده وجوه بائسة ونفوس مكبوتة وأجساد مقموعة. أنا لدي 24 عامًا وقد ولدتُ ونشأت في ظلال وأيدلوجية حكم الإنقاذ حالي كحال الكثير من الشباب في عمري. عند إعلان تنحي البشير في 11 أبريل، لم استوعب الخبر وأحسست بأنه يجب علي أن أكون جزءًا وشاهدًا على التاريخ الذي يتشكل هناك في الشارع.
حزمتُ حقيبتي وسافرتُ إلى الخرطوم.
عند وصولي إلى ميدان الاعتصام في الخرطوم شاهدتُ وجوه السودان المتعددة هناك، الكل في مكان واحد. ما كان يفرقنا كسودانيين في الأمس أصبح مصدر توحدنا اليوم. أصبحت الخرطوم كما لم أعهدها.
تجولتُ في ساحة الاعتصام حتى شروق الشمس أنظر في عيون الأمل. نـظرات الخوف والترقب. التقطتُ العديد من الصور وفي ذهني فكرة أنها وثائق سأريها لأبنائي يومًا ما وأنا أحكي لهم عن ثورتنا.