محدَّث: اقتحام «كنيسة الأمير تادرس» في أطفيح..النيابة تقرر حبس 15 متهمًا واحتجاز صاحب العقار

قررت نيابة جنوب الجيزة في وقت متأخّر من مساء اليوم، السبت، حبس 15 متهمًا لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات في واقعة اقتحام مكان مخصص لصلاة المسيحيين بقرية كفر الواصلين بمركز أطفيح التابع لمحافظة الجيزة.  وجاء القرار بعد يوم من الهجوم على العقار المُسمَّى «كنيسة الأمير تادرس»، والاعتداء على مواطنين كانوا يتواجدون بداخله، بحسب تقارير إعلامية. في حين تمّ احتجاز عيد عطية، مالك العقار، وذلك لانتظار تحريات الأمن الوطني عنه، بحسب هاني سمير محامي المطرانية أطفيح للأقباط الأرثوذكس.

واستمعت النيابة إلى شهادة ثلاثة من المواطنين المسيحيين في قرية كفر الواصلين ممَن شهدوا واقعة اقتحام «كنيسة الأمير تادرس». وتعرض الشهود الثلاثة لاعتداء بالضرب ممَن هاجموا الكنيسة، بحسب أقوالهم أمام النيابة. وفيما غادر اثنان منهم مقر التحقيق مساء أمس، احتجزت النيابة المواطن القبطي عيد إبراهيم عطية لحين وصول تحريات الأمن الوطني عن طبيعة الكنيسة، بحسب المحامي هاني سمير.

فيما قال الباحث في «المبادرة المصرية للحقوق الشخصية» إسحق إبراهيم لـ «مدى مصر» إن أهالي القرية كفر الواصلين هاجموا «مكان الصلاة» لتشككهم من إمكانية تقنين وضعه وفقًا لقانون بناء الكنائس الصادر في سبتمبر من العام الماضي، بحسب تفسير الباحث.

وكانت النيابة قد حققت اليوم، السبت، مع 6 متهمين، ووجهت لهم تهمًا بالتجمهر، والبلطجة، وإتلاف ممتلكات الغير، وضرب المجني عليهم، ودخول عقار مسكون بقصد ارتكاب جريمة، فضلاً عن استغلال الدين في إثارة الفتن الطائفية، بحسب جريدة «المصري اليوم». في حين أصدرت نيابة جنوب الجيزة قرارها، في وقت متأخّر من الأمس، بحبس 15 متهمًا أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بحسب جريدة «الشروق».

وفي بيان صدر أمس، الجمعة، قالت «مطرانية أطفيح للأقباط الأرثوذكس» إن المكان تقام به الصلاة منذ ما يقرب من 15 عامًا. وكانت المطرانية قد تقدمت بطلب رسمي لتقنين وضعه، وذلك بعد صدور قانون بناء الكنائس.

وجرى هجوم أمس، الجمعة، على العقار المملوك للمواطن عيد عطية، والذي سُمّى، في تقارير إعلامية، بـ «كنيسة الأمير تادرس». وأسفر هجوم أمس عن إصابة مالكه، عيد عطية، وأخيه سمير، فيما لم يصب ابنه نادي عطية. وتمّ إتلاف مقاعد ونوافذ بالمكان، بحسب«المصري اليوم».

وفي بيانها، وصفت «مطرانية أطفيح» ما جرى بأن «مئات الأشخاص، الذين تجمهروا أمام المبنى بعد صلاة الجمعة، مرددين هتافات عدائية، مطالبين بهدم الكنيسة، ثم قاموا باقتحام المكان، وتدمير محتوياته، بعد أن تعدوا بالضرب على المسيحيين المتواجدين بها».

في حين نُسب للمجني عليهم قولهم إن منزلهم ليس كنيسة «بنستقبل اخواتنا في المنزل ضيوفًا عندنا»، بحسب تحقيقات النيابة.

فيما قال إسحق إبراهيم، الباحث المسؤول عن ملف «حرية الدين والمعتقد» بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، لـ «مدى مصر» إن ما جرى في أطفيح بات يتكرر كثيرًا، في الفترة الماضية، وذلك كلما شَعَرَ سُكّان القرى بأن أي مكان لصلاة المسيحيين سيتمّ تقنين وضعه. وأضاف أن المسيحيين كانوا يستخدمون أحد المنازل كـ «مكان الصلاة»، وذلك نظرًا لتعقيدات إجراءات إقامة كنيسة، ثم يُعرف هذا المكان مِن قِبل السُكّان والأمن على أنه «كنيسة». وهو الأمر الذي ينطبق على المكان الذي تعرض لهجوم بكفر الواصلين في مركز أطفيح، فكان المسيحيون يصلون به منذ سنوات، بحسب إبراهيم.

وأوضح الباحث لـ «مدى مصر» أن 22 اعتداءً وهجومًا على أماكن مخصصة لصلاة المسيحيين حَدَثَ منذ صدور قانون بناء الكنائس، في سبتمبر من العام الماضي. وأضاف إبراهيم أنه ما كان يجري، بعد صدور القانون، أن يتمّ إغلاق  «مكان الصلاة» إلى أجل غير مسمى بحجة عدم صدور قرار بتقنين وضعه.

تمّ تحديث محتوى الخبر وذلك بإضافة قرار النيابة بحبس 15 متهمًا على ذمة التحقيقات، والصادر في وقت متأخّر من مساء السبت 23 ديسمبر 2017.

اعلان

دعمك هو الطريقة الوحيدة
لضمان استمرارية الصحافة
المستقلة والتقدمية

عشان من حقك الحصول على معلومات صحيحة، ومحتوى ذكي، ودقيق، وتغطية شاملة؛ انضم الآن لـ"برنامج عضوية مدى" وكن جزءًا من مجتمعنا وساعدنا نحافظ على استقلاليتنا التحريرية واستمراريتنا. اعرف اكتر

أشترك الآن