حماس تبدأ إنشاء منطقة عازلة على الحدود الفلسطينية المصرية
المنطقة العازلة على الحدود الفلسطينية - المصدر: موقع وزارة الداخلية واﻷمن الوطني الفلسطينية
 

بدأت حركة حماس ما وصفته بالمرحلة اﻷولى من إجراءات ضبط حدودها مع مصر، بإنشاء منطقة عازلة بعمق 100 متر داخل الأراضي الفلسطينية، بحسب بيان نشرته وزارة داخلية حكومة حماس في قطاع غزة صباح اليوم.

وبحسب البيان، بدأت وزارة الداخلية واﻷمن الوطني في «تعبيد وتسوية الطريق على الشريط الحدودي الجنوبي بطول 12 كيلومتر»، و«نشر منظومة مراقبة بالكاميرات وأبراج مراقبة»، و«تركيب شبكة إنارة كاملة على طول الحدود».

وأوضح اللواء توفيق أبو نعيم، وكيل وزارة الداخلية والأمن الوطني التابعة لحركة حماس، أنه يجري العمل على إنشاء المنطقة العازلة «بحيث تصبح منطقة عسكرية مغلقة، وذلك من أجل تسهيل مراقبة الحدود ومنع تهريب المخدرات وتسلل المطلوبين».

تأتي الخطوة بعد تفاهمات أجراها وفد حركة حماس اﻷمني في القاهرة أوائل يونيو الجاري بحسب أبو نعيم، الذي كان أحد أعضاء وفد حماس، باﻹضافة إلى يحيى السنوار، زعيم الحركة في قطاع غزة، وروحي مشتهى القيادي في كتائب القسام، الجناح العسكري التابع لحركة حماس.

وشملت تفاهمات وفد حماس مع الجانب المصري نقاط متعددة إلى جانب تأمين الحدود من بينها الوضع اﻷمني في سيناء، وفتح معبر رفح، ووضع اﻷنفاق، ومصير مطلوبين لمصر موجودين في غزة، بحسب مصدر فلسطيني تحدث إلى مدى مصر وقتها.

في السياق نفسه، أوضحت مصادر نقلت عنها صحيفة الشرق اﻷوسط أن أبو نعيم «حضر ﻷسباب تتعلق بطلب مصر تحديدًا تسليمها مطلوبين تقول إنهم دخلوا غزة من سيناء، وآخرين فلسطينيين تتهمهم مصر بالتعاون مع متطرفين».

انتهت زيارة الوفد في منتصف يونيو الماضي، وتسلم الوفد قائمة مطالب أمنية من بينها تسليم 17 مطلوبًا في تهم تتعلق باﻹرهاب في مصر، بحسب مصادر فلسطينية نقلت عنها صحيفة الشرق اﻷوسط.

وبحسب السلطات المصرية، فإن أعضاء من كتائب القسام، الجناح العسكري التابع لحركة حماس، شاركوا بالدعم أو التدريب في عدد من أعمال العنف كان أبرزها مقتل النائب العام المصري هشام بركات في يونيو 2015.

ولم يُعلن أيًا من مصر أو حماس أسماء المطلوبين، لكن مصادر صحيفة الشرق اﻷوسط نقلت أن الداخلية الفلسطينية حققت مع المطلوبين من مصر، ويعتقد أنها نقلت نتائج هذه التحقيقات.

وفي المقابل، نقلت وكالة قدس برس عن مشير المصري، القيادي بحركة حماس، نفيه أنباء قائمة المطلوبين التي نقلتها صحيفة الشرق اﻷوسط لكنه وصف التفاهمات مع الجانب المصرية بـ «اﻹيجابية».

وشهدت علاقات مصر مع حركة حماس تطورات إيجابية خلال العام الجاري، بدأت بزيارة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أوائل العام الجاري، وهي الزيارة اﻷولى منذ عزل الرئيس اﻷسبق محمد مرسي في 2013، واستغرقت عدة أيام واستقبل فيها هنية والوفد المرافق له ببعض الحفاوة، ووصفها الجانب الفلسطيني بالزيارة اﻹيجابية.

كانت مصر قد بدأت في أكتوبر 2014 تنفيذ ما أسمته بـ «المنطقة العازلة» على الحدود المصرية الفلسطينية، وذلك بعد أكثر من عملية استهدفت قوات الأمن المصرية، كان أبرزها هجوم أفراد من أنصار بيت المقدس على كمين كرم القواديس في الشيخ زويد يوم 24 أكتوبر 2014.

واستهدفت الخطة المصرية بالأساس القضاء على الأنفاق الواصلة بين الأراضي المصرية وقطاع غزة عبر تنفيذ منطقة عازلة بعمق 500 متر وبطول 14 كيلو متر، قبل أن تتطور بعد ذلك في مرحلتها الثانية، التي بدأت في يناير 2015 لتصبح بعمق كيلو متر، وبعد قرابة أربعة شهور أعلنت السلطات المصرية عن اعتزامها تنفيذ مرحلة ثالثة من المنطقة العازلة تمتد لـ 500 متر أخرى، ليصبح مجموع المناطق المجرفة 1500 متر (كيلو ونصف الكيلو متر)، تم إخلائها من سكانها، مع تعهدات بتعويضهم ماديًا.

تأتي التفاهمات المصرية الفلسطينية على خلفية صراع سياسي تشهده المنطقة، وذلك بعد قطع المملكة العربية السعودية واﻹمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر وفرض حصار عليها قبل أسابيع.

وتداولت وسائل إعلام تقارير عن طلب قطر إبعاد خمسة من قيادي الجناح العسكري في الحركة أوائل الشهر الجاري، وهو اﻷمر الذي نفته الحركة.

اعلان

دعمك هو الطريقة الوحيدة
لضمان استمرارية الصحافة
المستقلة والتقدمية

عشان من حقك الحصول على معلومات صحيحة، ومحتوى ذكي، ودقيق، وتغطية شاملة؛ انضم الآن لـ"برنامج عضوية مدى" وكن جزءًا من مجتمعنا وساعدنا نحافظ على استقلاليتنا التحريرية واستمراريتنا. اعرف اكتر

أشترك الآن