قال ياسر عرفات، أحد سكان شارع الرزاز المواجه لمساكن الحرفيين بمنشية ناصر، إن قوة من الشرطة قد حاصرت المنطقة مساء أمس، الأربعاء، وبدأت في إخلاء المنازل استعدادًا لهدم المنازل ونقل السكان إلى حي الأسمرات، المبني حديثًا بالمقطم.
وشرح عرفات لـ «مدى مصر» أنه يتم الآن إخلاء سبعة منازل تضم نحو 25 وحدة سكنية، مضيفًا أن أعمال الهدم بدأت فور إخلاء المنازل، وأن الأهالي قد باتوا ليلتهم مع “عفش شققهم” في الشارع. وبدأت السلطات التنفيذية صباح اليوم في اصطحاب عدد من الأهالي لاستلام وحداتهم الجديدة.
وأضاف عرفات أن السكان قد مُنعوا من اصطحاب ممتلكاتهم بدعوى أن الوحدات التي سيتسلمونها ستكون مفروشة، وتساءل: “ليه ما يسيبوش الناس يروحوا بعفشهم؟ والناس هتعمل إيه في الحاجات بتاعتهم؟”، وحسبما قال، لم يكن لدي الأهالي متسع من الوقت لبيع ممتلكاتهم، فقد فوجئوا بأعمال الإخلاء والهدم أمس.
ويشغل عرفات منصب أحد منسقي رابطة العدالة الاجتماعية، والتي تعمل على ملفات الحق في السكن والصحة والتعليم في ثلاث مناطق بالقاهرة وهي عزبة خير الله ومصر القديمة ومنشية ناصر بالإضافة إلى منطقة أبو سليمان بالإسكندرية.
ويوضح عرفات أن حصر سكان المنطقة بدأ قبل ستة أو سبعة أشهر من الآن، وخلال الفترة الماضية تم نقل نحو 36 أسرة قبل افتتاح حي الأسمرات في نهاية شهر مايو الماضي، بالإضافة إلى 84 أسرة لاحقًا، فضلًا عن آخرين تم نقلهم في وقت سابق إلى 6 أكتوبر.
وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي المرحلتين الأولى والثانية من مشروع حي الأسمرات بالمقطم في 30 مايو الماضي، وتضم المرحلتين 12 ألف و800 وحدة سكنية، لنقل سكان مناطق عزبة خير الله واسطبل عنتر ومنشية ناصر. وبعد الانتهاء من المرحلة الثالثة سيستوعب المشروع 19 ألف وحدة سكنية. وموّلت محافظة القاهرة بالتعاون مع صندوق تطوير العشوائيات وصندوق تحيا مصر المرحلتين الأولتين بتكلفة مليار ونصف جنيه.
من جانبه، قال كريم شوقي، أحد أعضاء رابطة العدالة الاجتماعية، إن هناك مشكلتين أساسيتين في قضية تهجير أهالي شارع الرزاز، وهما عدم تعويض المستأجرين في المنطقة عن وحداتهم التي سيتم إجلاؤهم منها وهدمها، وكذلك عدم تعويض ملاك المحلات التجارية والورش.
وشرح شوقي أن الكثيرين من سكان المنطقة يمتلكون وحدات سكنية قاموا ببنائها قبل عدة عقود، ويمتلك بعضهم محلات تجارية وورش في المنطقة نفسها لن يتم تعويضهم عنها. ويضرب مثالًا بأحد السكان الذي يمتلك منزلًا منذ عام 1974 ويدفع عنه ضرائب عقارية من وقتها. ويعيش فيه ثلاثة ملّاك و5 مستأجرين. وفقًا لترتيبات نقل السكان، سيتم إجلاء المستأجرين دون تعويضهم بوحدات سكنية أو أموال. بينما سيتم نقل الملاك إلى حي الأسمرات وتسليمهم وحدات سكنية مُستأجرة دون تعويضهم عن المحلات والورش التي تنازلوا عنها.
وأضاف شوقي: “سيتم تحويل هؤلاء من ملاّك إلى مستأجرين، وسيدفعون مقدم للشقة 4000 جنيه بالإضافة إلى مصاريف شهرية 600 جنيه، بين إيجار ومصاريف النظافة والأمن في الأسمرات، وسيتم حرمانهم من مصدر رزقهم، وهي الورش والمحلات التي بنوها من أموالهم في السابق”.
فيما أكد عرفات ما قاله شوقي، مضيفًا أن عقد إيجار الشقة في حي الرزاز غير معترف به لدى الدولة لاستلام شقة في الأسمرات. موضحًا: “قيل لي من أحد مهندسي الحي إن عدد كبير من المستأجرين حصلوا على شقق في المنطقة بعد إعلان قرب إخلائها بغرض الحصول على شقة في الأسمرات”.
وأضاف: “حتى لو كنت نقلت لشارع الرزاز بعد الإعلان عن قرب إزالتها بغرض الحصول على شقة بديلة. في النهاية سأدفع مقدم وإيجار في مقابل الوحدة السكنية التي سأحصل عليها في الأسمرات. من حقي كمواطن أن أحصل على وحدة سكنية بدلًا من بهدلة الانتقال بين شقق الإيجار الجديد”.
كان السيسي قد أعلن أثناء افتتاحه مشروع حي الأسمرات عن عزمه القضاء على العشوائيات والمناطق الخطرة خلال سنتين. وصرّح عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، أن مشروع الأسمرات سيستوعب وحده، بعد الانتهاء منه بالكامل، نحو ثُلثي عشوائيات القاهرة.
عشان من حقك الحصول على معلومات صحيحة، ومحتوى ذكي، ودقيق، وتغطية شاملة؛ انضم الآن لـ"برنامج عضوية مدى" وكن جزءًا من مجتمعنا وساعدنا نحافظ على استقلاليتنا التحريرية واستمراريتنا. اعرف اكتر
أشترك الآن