خديعة هندية تضيف أزمة جديدة للقطن المصري

تحت عنوان “السمعة المتهالكة للقطن المصري”، نشرت وكالة بلومبرج مقالًا للكاتبة فيرجينيا بوستريل حذرت فيه من تدهور سمعة القطن المصري طويل التيلة في السوق الأمريكية، بعد فضيحة شركة “ولسبن” الهندية، وفي ظل عزوف المزارعين المصريين عن زراعة القطن.

وأوضحت الكاتبة أنه في يوم 19 من الشهر الحالي، أكدت شركة “تارجت جروب” الأمريكية استلامها 750 ألف ملاءة من شركة “ولسبن” الهندية، المتخصصة في تجارة الملاءات والشراشف، تحمل إشارة أنها مصنوعة من القطن المصري طويل التيلة. وتحققت الشركة الأمريكية من أن الملاءات المسعرة بأسعار خاصة مصنعة من مواد أخرى وليس من القطن المصري، الأمر الذي ترتب عليه استبعاد الشركة الهندية كمورد لـ”تارجت جروب”، ما يعني خسارة مبيعات سنوية تقدر بـ90 مليون دولار.

واعترفت الشركة الهندية، على لسان مديرها العام، بالواقعة، الأمر الذي دفع عملاءها من الشركات الكبرى في الولايات المتحدة إلى بدء التحقق من كل السلع المستوردة منها.

وقالت الكاتبة إن القطن المصري طويل التيلة، والذي كان يشكل 2.5% من الاستهلاك العالمي للقطن، لا يُزرع بشكل حصري في مصر. كما أن هناك أصنافا أخرى من الأقطان المزروعة في دلتا النيل بخلاف طويلة التيلة؛ حتى أن الولايات المتحدة- التي تخطت مصر كأكبر منتج عالمي للقطن- أصبحت تصدر لمصر نفسها القطن الأمريكي طويل التيلة المعروف باسم “بيما”.

وفي نهاية مقالها، قالت الكاتبة إنه نتيجة لسياسات الحكومات المصرية المتغيرة، ولعزوف المزارعين عن زرع القطن، تراجع إنتاج القطن في مصر بنسبة 50% في السنوات الأخيرة. ودعت الكاتبة في النهاية إلى تجاهل العلامات التجارية التي تحمل اسم “قطن مصري”، والذي رأت أنه لا يزيد جودة عن المنتج القادم من “كوينز لاند” أو “سان جواكوين” أو “شينوانج” الصينية.

وفي هذا السياق، قال أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة القاهرة جمال صيام لـ”مدى مصر” إنه “بالطبع هذه الأزمة في الظروف العادية من شأنها إلحاق ضرر بالسلعة، لكن في حالة القطن المصري فلن يقع ضرر مباشر، إذ أن زراعة القطن طويل التيلة في مصر في أزمة كبيرة، أكبر من الحادثة تلك”.

وأوضح صيام: “مساحة زراعة القطن المصري تقلصت في دورة الزراعة الحالة إلى 100 ألف فدان فقط، تنتج 700 ألف قنطار، وهذا ليس كافيًا لتلبية طلبات السوق الدولية، ومن خلال الأبحاث التي تتناول الموضوع، أستطيع الجزم أننا في المستقبل القريب جدًا لن يكون لدينا مكان لزراعة القطن أصلًا”.

وعن مكانة القطن المصري طويل التيلة تحديدًا، قال صيام إن “الولايات المتحدة لديها قطن بيما طويل التيلة، كما أنها زرعت البذور المصرية في أراضيها، وأنتجت أقطانا انتزعت مكانتها من المنتج المصري. أضف إلى ذلك أن الدولة تتخاذل بوضوح عن دعم زراعة القطن، حتى أن المغازل المصرية لا توجد لديها معدات للعمل في القطن طويل التيلة، وتفضل قصير التيلة لانخفاض أسعاره. في النهاية الأزمة ليست عند الشركة الهندية، الأزمة مصرية بالأساس”.

اعلان

دعمك هو الطريقة الوحيدة
لضمان استمرارية الصحافة
المستقلة والتقدمية

عشان من حقك الحصول على معلومات صحيحة، ومحتوى ذكي، ودقيق، وتغطية شاملة؛ انضم الآن لـ"برنامج عضوية مدى" وكن جزءًا من مجتمعنا وساعدنا نحافظ على استقلاليتنا التحريرية واستمراريتنا. اعرف اكتر

أشترك الآن