“جبل الحلب” على خطى “جليفر”: مناورة سحرية مع الواقع
 
 

يقتحم رضوان آدم أرضًا غير مطروقة في مجموعته القصصية “جبل الحلب”، ويُقدم لنا عالمًا جديدًا وغريبًا تتلاشى فيه المساحة الفاصلة بين الواقع والخيال. تلقي القصص الضوء على “الحلب”؛ وهم جماعة من الغجر، يعيشون في منطقة جبلية نائية جنوب مصر، وترصد عاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم الخاصة. يُقدم لنا المؤلف بنية اجتماعية معزولة، تعيش على الهامش، وتستقي مفرداتها الحياتية من الماضي، مع شخصيات تعيش الأسطورة وتنتجها.

لا يستجيب الكاتب لغواية البحث الأنثروبولوجي عن الحلب، بل يجعلهم يتحدثون ويتحركون أمامنا. ولا يحاول الإجابة على أسئلة بشأن واحدة من أكثر الجماعات البشرية إلغازًا، بل يتوغل في مفردات منظومتهم الثقافية وينسج منها شبكة من الحكايات تسمح لنا بالتعرف على تراثهم وطبيعة حياتهم. شخصيات القصص ليست قوالب تهدف إلى تجسيد الأفكار، بل مجموعة من البشر تعيش في عالم تسيطر عليه الخرافة وتفتقر أحداثه إلى المنطق. تتشارك الشخصيات نفس الخلفية الثقافية، وتعيش في نفس الحيز الجغرافي، إلا أن لكل قصة روحها الخاصة وبصمتها المميزة.

اختار المؤلف الواقعية السحرية كوسيلة لتناول هذا العالم الثري، وهو خيار منطقي لتوصيف جماعة شعبية يعيش أفرادها الأسطورة وينتجونها، كما جاء في الغلاف الخلفي للمجموعة. الأسطورة هي أهم آليات الواقعية السحرية في التعاطي مع الواقع وفهم الدوافع البشرية، لأنها ليست مجرد حكاية، بل تعبير قوي عن عمليات نفسية مُعقدة، تكشف غرائز مكبوتة لا يسمح لها الوعي بالظهور، كما يرى علماء النفس. تقوم الأسطورة كذلك بوظيفة دلالية كاشفة عن الصراعات الداخلية للفرد والجماعة على السواء. تشتد الحاجة إلى الأسطورة حين يضيق الحاضر ويعجز عن الإجابة على كافة الأسئلة المطروحة على المُستويين الفردي والجماعي. ومن المُلاحظ أن الكاتب استلهم روح الأسطورة وعمل على توظيفها داخل القصص كإطار بنائي للقصة في بعض الأحيان؛ أي أنه وازى بين بنية القصة –أو جزء من القصة- وبين بنية الأسطورة، فنلاحظ مرونة في حبكة بعض القصص، وعدم وضوح الزمن في قصص أخرى، وإضفاء للطابع الملحمي على بعض الشخصيات. هذا بالإضافة إلى استخدام الأسطورة كإطار مرجعي؛ خاصة أساطير الحلب، والاعتماد على عناصر وإحالات أسطورية واسعة ومُتفرقة في فضاء السرد؛ تنوعت في المساحة والحضور من قصة إلى أخرى، إلا أنها لعبت، في كل الأحوال، دورًا قويًا في التصاعد الدرامي للأحداث، وفي رسم ملامح الشخصيات.

تتجلى الملامح والعناصر الأسطورية بقوة في قصة “أيام”؛ خاصة في وصف حدود مملكة الحلب وطبيعتها وتاريخها وصراعها من أجل الوجود. إذ يجري توظيف بنية اجتماعية من الماضي في وصف الحاضر عندما يُصوِّر الكاتب الملكة “الجيلانية” وهي تعقد مجلس حرب، وتُعمِّد الجنود بالملح و”المحلب” قبل المعركة في مواجهة “بركات الواحاتي”، في مشهد يُذكرنا باستعداد “أخيل” الملحمي قبل معركة طروادة. في الواقع، ليس لدينا سوى شجار كبير بعض الشيء بين مجموعتين بين سكان أحد النجوع، إلا أنه اتخذ شكل الحرب القديم وطقوسها القديمة؛ وهو ما يجعلنا نستوعب رؤية هذه الجماعة لنفسها، أو أوهامها عن نفسها. ولا تقتصر الموازاة مع الماضي على الحرب فقط، بل تنسحب على البناء الاجتماعي للحلب، الذي يستمد مفرداته من لحظة تاريخية قديمة للغاية، ربما ترجع إلى المُجتمع الأمومي البدائي الذي سيطرت فيه المرأة على القبيلة.

تلعب الأسطورة كذلك دور الحافظ للجماعة الشعبية من تبعات الهزيمة ومرارة الانسحاق. هجر الحلب نجعهم بعد هزيمتهم أمام “بركات الواحاتي”، وتشتتوا في النجوع الأخرى، وعاشوا “وسط الفلاحين كأقلية مُنسحقة على أطراف النجوع… ويمتهنون الحدادة والرقص في الأفراح واصطياد الثعابين”. واجه الحلب هذه الهزيمة بأسطورة “أيام” وريثة عرش الحلب، التي تتحول في مُخيلتهم إلى “مهدي منتظر” (أسطورة المُخلّص)، ويتداولون سرًا أنها ستظهر لتنتصر لهم وبهم بالطبع، وتملأ الأرض عدلًا: “حلب النجوع يرفضون هذه الرواية، ويقولون فيما بينهم أن الملكة أيام حية، وستظهر يومًا”. هذه الجماعة الشعبية لا تتحصن بالجبل فقط، بل بالماضي وبالأسطورة أيضًا وتجعل منهما مُمارسة حياتية. وفي ذات السياق، تهرب “أيام” فور الهزيمة وتسمي نفسها “جليلة” (إخفاء الهوية) وتعمل دلّالة. يمنحها خالها (مساعد البطل) عباءة وسيفًا (عنصر مساعد له قوة ميتافيزيقية) لتستخدمهما في استعادة العرش، ويُعلمها طريقة طهي الحكايات؛ الوسيلة التي ستستخدمها لتجميع الحلب.

تحفل القصص بمجموعة كبيرة ومتنوعة من الأفعال الطقوسية ذات الطابع الأسطوري، أو التعبير الفعلي عن الرؤية الأسطورية، نراها في وصف طقوس الاستعداد للمعركة، وفي وصف طريقة التعامل مع الميت قبل دفنه، وطريقة علاج المرضى، ومُعالجة تأخر الحمل، أو إغراق صبية في النيل لأنها تعرضت للاغتصاب. تتشابه هذه الأفعال مع طقوس قديمة، وتستمد أصولها من المُجتمعات الإنسانية البدائية، ويأتي استخدامها في طيات السرد للتأكيد على الطبيعة الخاصة لهذه الجماعة الشعبية، وتمسكها بالماضي، أو عدم قدرة الحاضر على تغييرها، كما تُكشف عن التركيبة النفسية للشخصيات التي تعيش الأسطورة في كافة تفاصيل حياتها: “في المساء السابق لوصول موكب الشيخ، تجهز الأمهات أطفالهن لتسلق الشجرة.. لا يغادرون فراشهم بعد غسلهم بالماء والصابون وأوراق النعناع. يلبسون الثياب البيضاء والطواقي الواسعة المبروكة. في جيوبهم أوراق بيضاء بحجم كف”. في قصة “سليمة”، تشن البطلة حربًا على السماء وتُلقي الطوب نحوها من أعلى سطح منزلها نحوها، لكي تتمكن من الحمل مرة أخرى. نكتشف أن هذا الطقس الغريب معروف في النجع وله عدة قواعد، إلا أنه بدأ يتراجع بسبب سقوط إحداهن من أعلى السطح وموتها. تتقاطع حكاية سليمة وأمها التي مارست نفس الطقس من قبل. تُصاب سليمة بالجنون عندما تؤدي مُحاولات إلقاء الطوب نحو السماء إلى مصرع ابنها الأول. هنا يستلهم الكاتب الحدث ذا الطابع الأسطوري، ويتكئ عليه في بناء حبكة قصته وتطويرها، والكشف عن ذهنية ونفسيته شخصياته، إلى جانب محاولة بناء عالم قصصي مُحكم الأركان وكامل التفاصيل.

من سمات بنية الأسطورة افتقادها للمنطق، وعدم ارتباط مقدماتها بنتائجها، وهو ما نراه في قصة “غتيانة”، إذ يعتقد أهل النجع أن انتشار بقع جلدية على شكل ثعابين في أجساد الأطفال (نتيجة)، سببه القيام بأفعال أغضبت روح الشيخ “فخر الدين” (مُقدمة)، ولكي ينزاح الوباء، يجب تقديم (قربان) وفق طقوس مُحددة عند شجرة الشيخ فخر. بينما في قصة “عجيب”، يتجلى غياب المنطق بين شائعة تتهم “عجيب” بسرقة البطيخة الأسطورية التي تحرس كنزًا في كنيسة عزبة النصارى (مقدمة)، وبين حالة الذهول والانهيار والانفصال عن العالم التي أصابته نتيجة تلك الشائعة (نتيجة). يتكرر الأمر مرة أخرى في قصة “عبيد” الذي يبدو عذابه الأبدي (نتيجة) لأنه تخلى في شبابه عن فتاة سودانية ولم ينتظرها (مقدمة). ضعف المنطق في الأسطورة يدعم فكرة القدر، وعجز العقل البشري عن فهم تعقيدات العالم، أو المسارات التي تتخذها الأحداث.

من السمات المُميزة للأساطير كذلك احتشادها بالرموز، أو الإشارات مُتعددة المستويات والدلالات. ويمكن التعامل مع أغلب ما يدور في قصص “جبل الحلب” بوصفه رموزًا وإشارات إلى وقائع تاريخية أو معرفية من الماضي، إلا أن قوة الحبكة وغزارة التفاصيل تسحبنا إلى المستوى الواقعي مرة أخرى. تنتج عن هذا حالة من التناوب والتجاور بين الواقعي والأسطوري، ما يدفعنا إلى إعادة التفكير في الواقع؛ واقعنا نحن، بطريقة تتجاوز المألوف وتتحداه. يشعر “عجيب” بحِمل البطيخة على رأسه كأنه “أطلس” الذي يحمل الكرة الأرضية على كتفيه، وتتحول نوبات السُعال المُتكررة التي تصيب “عبيد” إلى حدث ملحمي أشبه بمُعاناة “بروميثيوس” في دفع الصخرة نحو قمة الجبل. ينهار “عجيب” تحت وطأة ما يحمل، بينما يظل عذاب “عبيد” أبديًا مثل عذاب “بروميثيوس”.

يوظّف الكاتب الفانتازيا، إلى جانب الأسطورة، من أجل تفكيك الواقع وإعادة تركيبه بطريقة تثير الدهشة، وأحيانًا السخرية، في محاولة لفهم هذا الواقع وكشف مُحركاته أو القوى المُسيطرة عليه. كما يشرح ذهنية جماعة شعبية تلجأ إلى الخيال الجامح ردًا على عزلتها عن العالم الحديث، الذي لا تجد في مُنجزه العلمي والاجتماعي ما تُواجه به جفاف واقعها. وفي قصة “أيام”، نرى بطلتها وهي تطهو الحكايات: “رشت المحلب فوق الحجارة فتحولت إلى اللون الأزرق.. لا تخرج الحكايات إلا من الحجارة الحمراء. رمت جليلة مسحوقًا من إكليل الجبل وبقدونسًا ونعناعًا. الرائحة جمدت جليلة كتمثال. كانت الحجارة تتحرك فوق المنديل وتتفحم واحدًا تلو الآخر”. تمتزج الفانتازيا بنزعة عجائبية في قصة “عبيد”، حيث سرت شائعة في النجع أن “عبيد البياض” لا يموت، وأن سعاله يتسبب في الكوارث التي تصيب الناس والماشية. يسبه أهل النجع ويتمنون له الموت. يعيش “عبيد” وحيدًا في منزله، وتخدمه “أقفاص البيض القديم التي تتحرك بالليل وتجهز الطعام لعبيد وتحرس البيت من السرقات”. نعرف أنه أحب في شبابه فتاة سودانية وهرب من أم درمان لينجو بنفسه، بينما عذبها أهلها قبل أن يحرقوها وهم يرقصون. تداهمه الذكريات ونعرف أن حبيبته تأخرت بالفعل، وأنه حاول تأخير إقلاع الباخرة، ومنعه الركاب من الانتحار.

تتجلى النزعة العجائبية، وهي إحدى آليات الواقعية السحرية، في قصة “عيد”، الذي يزداد قصرًا كل صباح بمقدار خمسة سنتيمترات. يضعه قصر قامته في مواجهات مع أطفال القرية، ويعلم أن والده القزم قضى نصف حياته في الوحدة الصحية “حيث كان يُعالج جروحه اليومية جراء المعارك مع أهل النجع”. تسخر القصة من الواقع وسطوته، وتعرض عذابات المقهورين الذين تسحقهم الحياة وتُقزمّهم، وتعزف على وتر الشقاء الموروث. قد تؤدي المُبالغة غير الواقعية إلى تعرية الوقع وكشف قسوته، وقد يتحول “عيد” إلى رمز كبير لكل منا، ويتحول قصر قامته إلى كل ما يعوقنا عن مُمارسة الحياة الطبيعية. في قصة “عجيب” إشارة إلى بطيخة عجيبة تحرس كنزًا في كنيسة عزبة النصارى. ونرى تأثير ثقل البطيخة الوهمية على رقبة “عجيب”، رغم أن قصتها مُجرد شائعة.

أما عن اللغة في المجموعة، فقد اعتمدت على السياق الوظيفي وليس الجمالي، وينبع جمالها من قدرتها على الوصف المُحكم والمُقتضب، لخلق مشاهد بصرية غير مألوفة. جميع القصص تُروى بالضمير الثالث، وهو ما يُتيح فرصة أكبر لوصف العالم الخارجي المُحيط بالشخصيات مُقارنة بوصفهم من الداخل. وكان التركيز الأكبر للمؤلف على وصف الأحداث، وجاء وصف المشاهد الطبيعية والمعمارية عارضًا، ولم يتوقف كذلك عند بعض اللحظات الهامشية في سياق السرد؛ فمثلًا، يُشار في عبارة واحدة إلى أن العذراوات يرقصن أمام خيمة الجيلانية أثناء معركة الحلب ضد “بركات الواحاتي”، دون وصف لطبيعة الرقص، فاللغة هنا أداة معرفية، نفهم منها أن الرقص أحد طقوس الحرب لديهم.

يعتمد المؤلف على الفعل المُضارع بكثافة في الجُمل القصيرة، وينتقل من مشهد إلى آخر بسرعة، وهو ما يخلق حالة من التوتر ترسم لحظات المواجهة وتساهم في تصاعد الحبكة. تذوب الفوارق بين سحر اللغة وغرابة الأحداث، فحين يُطالع القارئ هذه العبارة “طهو الحكايات”، يظن أنه أمام مجاز، ولكن سرعان ما يكتشف أن طهو الحكايات هو طقس تجيده ملكات الحلب منذ “سامان” الملكة الأم، وبالتالي يسقط المجاز عن العبارة. وفي ذات السياق يمكن النظر إلى العبارة التالية: “تلحقها ابنتها، شهربان، ببذور محلب، لإنعاش فتات الحكايات”. يُناجي أغلب أبطال القصص أنفسهم، أو يناجون الغائبين، وبعض المناجاة يتخذ طابعًا ملحميًا رغم بساطته الشديدة: “زعلانة مني؟ إنت اللي اتأخرت يا حليمة.. إنت اللي اتاخرتي.. أنا.. أنا”. سيستوعب القاريء جمال تلك الكلمات المُحايدة في سياق القصة، ويُدرك أن لها كثافة الشعر. في الواقع، ينبع سحر لغة هذه المجموعة من وصفها للتناوب المستمر بين المُستويين الواقعي والمجازي، إضافة إلى ملحمية الأحداث.

تتسم الحبكة في أغلب القصص بالمرونة والتشظي، ولأن الماضي يلعب دورًا كبيرًا في صياغة رؤية الشخصيات للعالم المُحيط، كانت مشاهد الماضي حاضرة بقوة عبر تقنية الفلاش باك، والحلم/الرؤية، والإشارة المُباشرة. يتصاعد الصراع في مواجهة قوة غير مادية وغير مفهومة، وينتهي الصراع بهزيمة الأبطال. تُهزم “سليمة” في معركتها مع السماء وتخسر ما لديها بالفعل، ويُهزم “عيد” في معاركه مع الناس، وهناك ما يوحي أن الهزيمة وراثية. ورثت “سليمة” صعوبة الإنجاب من أمها، بينما ورث “عيد” قصر القامة من أبيه. تتبع الحبكة في أغلب القصص المُحاولات اليائسة البائسة لبلوغ الأمل، وتنتهي بإصابة الأبطال صدمة تؤدي بهم إلى حال أشبه بالجنون.

تتجلى مرونة الحبكة في قصة “عجيب”؛ التي تتناول حياته منذ طفولته حتى موته، ولكن دون الإشارة إلى زواجه أو زوجته، وهي معلومة نتوقعها حين نعرف أنه يعيش في شيخوخته مع ابنه الشاب “عايد”، بينما حبكة قصة “عبيد” قوية، تركز على حالته المرضية، ويؤدي تكرار وصف نوبات السُعال بتنويعات وإحالات مختلفة إلى تأكيد المحنة، كما يلعب الفلاش باك الدور الأبرز في تقديم معلومات عن الماضي. تنتهي أغلب القصص بهزيمة الأبطال في مواجهة قوة خارقة، لا سبيل إلى الانتصار عليها.

تمكَّن رضوان آدم من استخدام آليات الواقعية السحرية في خلق فضاء قصصي قادر على التعبير عن ذهنية جماعة شعبية تعيش على الهامش، وفي وصف حدود عالمها وبِناها الاجتماعية والثقافية. تمكن كذلك من رسم شخصيات تخوض معارك وجودية فرضتها عليهم طبيعتها النفسية وطبيعة العالم الذي تعيش فيه، ومن إضفاء طابع ملحمي على هزائمها. لقد فارق رضوان آدم الواقع في مناورة لفهمه واستيعابه، وهو ما يجعلنا نشعر أنه سار على خُطى “جوناثان سويف” في “رحلات جليفر”، واستدرج القارئ إلى أرض غريبة تدور فوقها أحداث عجيبة، ولكنها في الحقيقة تكثيف تام لروح الإنسان وأحلامه وأوهامه.

اعلان
 
 
نصر عبد الرحمن 
 
 

دعمك هو الطريقة الوحيدة
لضمان استمرارية الصحافة
المستقلة والتقدمية

عشان من حقك الحصول على معلومات صحيحة، ومحتوى ذكي، ودقيق، وتغطية شاملة؛ انضم الآن لـ"برنامج عضوية مدى" وكن جزءًا من مجتمعنا وساعدنا نحافظ على استقلاليتنا التحريرية واستمراريتنا. اعرف اكتر

أشترك الآن