محامي: إدارة السجن لم تكلف طبيبًا بمتابعة معتقلي “مظاهرات الأرض” المضربين عن الطعام

قال أحمد عثمان، المحامي الحقوقي في مؤسسة حرية الرأي والتعبير، إن معتقلي “مظاهرات الأرض” المضربين عن الطعام داخل سجن الجيزة المركزي قد أبلغوا إدارة السجن باضرابهم، “لكن لم تتوفر لدينا معلومات حتى الآن حول ما إن كان مأمور السجن قد حرر محضرًا لإثبات واقعة الإضراب عن الطعام كما تقضي القواعد القانونية من عدمه” بحسب عثمان.

وأضاف لـ “مدى مصر”: “للأسف إدارة السجن لم تكلف طبيبا بالإشراف والكشف يوميا على حالة المضربين الصحية حتى الآن كما تقتضي أيضًا القواعد القانونية”، مستكملًا أن “المحامين في المقابل أبلغوا النيابة العامة رسميا باضراب السجناء التسعة عبر تلغرافات مرسلة إلى النائب العام”.

وأوضح قائلا: “حياة المضربين عن الطعام مسئولية إدارة السجن تبعا للقانون.. ومع ذلك فالمعايير الدولية لحقوق الإنسان تحظر إطعام المضربين قسرا”.

كان تسعة من معتقلي “مظاهرات الأرض” قد بدأوا إضرابًا كليًا عن الطعام يوم الأربعاء الماضي، وذلك احتجاجًا على الحكم عليهم -يوم السبت الماضي- بالسجن خمس سنوات بتهم متعلقة بالتظاهر يوم ٢٥ أبريل اعتراضاً على تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.

ووصف المعتقلون الحكم عليهم بـ “الصادم والمجافي لأبسط معاني العدالة”، وذلك في بيان أصدروه، وأكدوا خلاله على انضمام باقي المعتقلين الـ ٤٧ في القضية لإضرابهم الكلي عن الطعام.

وأوضح المعتقلون في بيانهم: “نحب الحياة، وهذا تحديدًا ما دفعنا إلى المضي قدما في هذه الخطوة، فلم نجد إليها سوى هذا السبيل. ندخل اليوم إضرابنا دفاعا عن أحلامنا ومستقبلنا وأيام عمرنا التي يستنزفها السجن دون مبرر”.

من جانبها، قالت هبة محمد، زوجة ناجي كامل، أحد المعتقلين المضربين عن الطعام، إن زوجها “كان يائسا من أي حل آخر”، وأوضحت لـ “مدى مصر” إنها “طالبته بتأجيل قراره إلى أن تستقر صحته، لكنه كان يرى أن الأمل ضئيل في أي حل آخر وأن الأوضاع الصحية للسجناء تزداد سوءًا بسبب احتجازهم في ظروف سيئة حاليا بأكثر مما ستتدهور بسبب الإضراب عن الطعام”، مضيفة: “ناجي كان مصابا بارتفاع كبير جدا في درجة الحرارة وصل لحد إصابته بالتشنجات الحرارية مع قيء مستمر وقد جرى تشخيص الأمر من قبل طبيب السجن كنزلة شعبية ومع ذلك فقد أعاده الطبيب نفسه للسجن”.

وأضافت هبة: “الطبيب كتب تشخيصا مختلفا في الأوراق الرسمية وهو نزلة برد، وكتب عبارة مكررة في كل حالات الإصابة أو المرض وهي: حالته لا تستدعي البقاء في المستشفى، وهو نفس ما حدث مثلا مع إسلام طلعت الذي شخص الطبيب حالته (شفويا) كاشتباه في ذبحة صدرية، لكنه أعاده للسجن بالطريقة نفسها”.

و”طلعت” هو أحد الذين أعلنوا بدء إضرابهم عن الطعام ونية بقية زملاءهم -ممن تم اعتقالهم في الدقي والعجوزة- الانضمام لإضرابهم.

وشهد سجن الجيزة المركزي -في معسكر الأمن المركزي بالكيلو ١٠,٥- قبل يوم واحد من بدء الإضراب عن الطعام اقتحام قوات الأمن المركزي لأحد العنابر والاعتداء على المحتجزين فيه، لكن هبة محمد قالت إن واقعة الاقتحام لم تمس عنبر سجناء قضيتي الدقي والعجوزة الذين أعلنوا إضرابهم لاحقا، وأن الاعتداءات بحق السجناء وقتها شملت فقط عنبر رقم 1 الذي يضم بدوره سجناء “سياسيين”.

كان عشرات المعتقلين قد لجأوا للإضراب عن الطعام كوسيلة اعتراضية على أوضاع مختلفة وخاصة بعد زيادة وتيرة حبس متهمين في قضايا سياسية في ٢٠١٣. وفي مايو ٢٠١٥ تم الإفراج عن محمد سلطان، نجل القيادي الإخواني صلاح سلطان، بعد ٤٩٠ يوم بين إضراب كلي وجزئي عن الطعام. كما قام نشطاء معتقلون آخرون بالإضراب عن الطعام مطالبين بالإفراج عنهم أو تحسين أوضاع احتجازهم ومنهم علاء عبد الفتاح وأحمد دومة.

اعلان

دعمك هو الطريقة الوحيدة
لضمان استمرارية الصحافة
المستقلة والتقدمية

عشان من حقك الحصول على معلومات صحيحة، ومحتوى ذكي، ودقيق، وتغطية شاملة؛ انضم الآن لـ"برنامج عضوية مدى" وكن جزءًا من مجتمعنا وساعدنا نحافظ على استقلاليتنا التحريرية واستمراريتنا. اعرف اكتر

أشترك الآن