حوار مع صديقي الملحد بـ «وحيد حامد»
 
 

وائل حمدي سيناريست وناقد سينمائي مصري.

أنديل: سلامو عليكو.

وائل حمدي: وعليكو.

أنديل: جاهز؟

وائل حمدي: آه.. دخلت الحمام وكله تمام.

أنديل: هاهاهاهاها.. مية مية.. سين: انت قريت الحوارين السابقين؟

وائل حمدي: قريت حوار محمد منير.

أنديل: بالنسبة والتناسب، تفتكر مين أُلحِد بيه أكتر؟ محمد منير ولا وحيد حامد؟

وائل حمدي: مممم.. بيتهيألي نسبة الإلحاد بمنير أعلى.. مع الوضع في الاعتبار إن عدد المؤمنين بيه من الأول أكتر بكتير من عدد المؤمنين بوحيد، وده مرتبط بفارق النجومية بين مطرب وسيناريست.

أنديل: بمعايير السينما، ممكن نعتبر وحيد حامد سيناريست نجم؟

وائل حمدي: أكيد.

أنديل: ليه؟

وائل حمدي: وحيد حامد في الكتابة، زي أسامة أنور عكاشة.. وزي يوسف شاهين كمخرج.

أنديل: إيه اللي عنده خلاه نجم كسيناريست؟

وائل حمدي: نجم هنا ليها كذا معنى: أولاً، إن اسمه معروف عند عدد كبير من عموم الناس، ودي حاجة غريبة بالنسبة للمهنة دي ف بلدنا.. صحيح ممكن ناس كتير ما تبقاش عارفة “وحيد حامد” ده بيعمل إيه بالظبط، هل هو مؤلف أو مخرج أو منتج، بتاع أفلام ولّا روايات، لكنه في النهاية اسم معروف بالنسبالهم، ودي نجومية.. وتقدر تقارن ده لما تشوف حجم معرفة الناس باسم حد زي إبراهيم الموجي مثلاً أو يوسف جوهر أو بشير الديك.

أنديل: بشير الديك أنا عارفه، إنما الاتنين التانيين دول كانوا بيلعبوا في الزمالك صح؟

وائل حمدي: لأ.. يوسف جوهر كان ف الترسانة..

ثانياً: هو نجم في المحيط الفني اللي بيشتغل فيه.. بمعنى إنه يقدر يفرض معاييره وشروطه إلى حد كبير على جهات التمويل.

أنديل: ودي حاجة صعبة جدًا طبعًا، بس إزاي هو نجح فيها؟

وائل حمدي: زمان كنت متصور إن قدرته دي نابعة بس من كون أعماله ناجحة تجاريًا، وبالتالي له مصداقية كبيرة عند جهات التمويل.. وخصوصًا إنه كمان خاض تجربة الإنتاج بنفسه، وبالتالي وصل للمنتجين إنه يقدر يشتغل من غيرهم.. أظن أول فيلم أنتجه كان “اللعب مع الكبار“.

أنديل: ايه ده والله؟ هو اللي أنتجه؟

وائل حمدي: أيوه “اللعب مع الكبار” إنتاجه.. وبعديه أنتج كذا حاجة، منها “إضحك الصورة تطلع حلوة” و”الوعد” و”محامي خلع”، لكن لما نضجت شوية فهمت إن بالإضافة للي فات، كان عنده مصدر قوة تاني.. أنا ما عنديش دليل على مصدر القوة ده، لكني متأكد إنه موجود، وهو علاقته الوطيدة بأجهزة سيادية.

أنديل: بالصلاة ع النبي!.. طب نرجع للمرحلة الوردية، فاكر أول فيلم شُفته من تأليفه؟

وائل حمدي: فيه أفلام كتير شُفتهاله وأنا صغير وكنت باحبها قوي وما كنتش أعرف إنها من تأليفه، عرفت بعد كده لما بقيت مهتم بالسينما وأرشيفها أكتر، وبالتالي مش هاقدر أفتكر أول فيلم بالتحديد.. اللي أنا فاكرُه كويس إني ف فترة معينة اكتشفت إنه مؤلف: “الغول، التخشيبة، البرئ، ملف في الآداب”.. ودي كانت بالنسبالي أفلام عظيمة.

أنديل: تفتكر أول فيلم ليه “دَرَست” فيه السيناريو وحسيت بدوره في الفيلم بوضوح؟

وائل حمدي: أول فيلم شُفتهوله وأنا عارف إنه تأليف وحيد حامد ودخلت السينما عشان أشوفه – وكان أول فيلم أشوفه ف السينما على الاطلاق بالمناسبة لأن علاقتي بالأفلام قبليه كانت عبر الفيديو ـ هو فيلم “الإرهاب والكباب“.

أنديل: إيه المُبهر في سيناريو الفيلم ده بالنسبة لك؟

وائل حمدي: فكرة اللوكيشن الواحد (مجمع التحرير) واليوم الواحد للأحداث.. والنهاية السهلة رغم شدة تعقيد الموقف.. دي كلها كانت مصادر إبهار ف السيناريو بالنسبالي.

أنديل: بتشوف شخصية ما لسيناريوهات وحيد حامد في العموم، أو ملامح متكررة محببة؟

وائل حمدي: في أفلامه العظيمة ـ واللي لسه شايفها عظيمة بالمناسبة رغم إلحادي بيه – هاتلاقي صراع البطل الضعيف مع كيان أضخم منه بكتير فكرة متكررة.. بيعرف يلعب على ده كويس قوي ويخليك تتوحد مع البطل تمامًاً.. وطبعاً رشاقة الحوار، جزء لا يتجزأ من قدراته العالية.

أنديل: الله؟ أصل لو النظرية بتاعة علاقته بالجهات السيادية دي صحيحة (وأنا متأكد إنها صحيحة) يبقي اللعب على فكرة الصراع بين البطل الضعيف والكيان القوي دي خطيرة قوي.

وائل حمدي: متهيألي أنا فاهم قصدك.. شوف: ده جزء من تفكيري بعد ما نضجت وبقيت أقيم وحيد حامد بشكل مختلف:

لما تشوف صراع أبطال وحيد مع الكيانات الضخمة عبر أفلامه، هاتلاقيها غالبًا بتنتهي بنهاية من اتنين: إما إن البطل بيخرج سالمًاً، لكن الكيان الضخم بيفضل موجود وما بيتأثرش: زي “الإرهاب والكباب، المنسي، الدنيا على جناح يمامة، النوم في العسل، ملف في الآداب”، وغيرها.

وإما إن البطل بينسحق أمام الكيان الضخم: زي “التخشيبة، البرئ، اللعب مع الكبار، كشف المستور”.. الاستثناءات لذلك كانت مبكرة جدًا.. زي “الغول”، لما البطل قتل الكيان، وبالتالي أعتقد إن وحيد حامد توصل لقناعة – أو تبناها – إن صراع المواطن البسيط مع السلطة لا يمكن أن يؤدي لانتصاره عليها، والقناعة دي احتمال تكون سبب علاقته الجيدة بالأجهزة السيادية، أو تكون ناتجة عن علاقته الجيدة بالأجهزة دي.. اختار اللي تشوفه.

أنديل: طيب وقت ما كنت بتحبه، كان إحساسك إيه بالحواديت دي، يعني النهايات اللي كان البطل بينسحق فيها أو الماتش بيتلغي بدون حل كده.. كانت بتحسسك بإيه؟

وائل حمدي: لما كانوا بيطلعوا تعادل كنت باحِس براحة.. وأعتقد ده الإحساس اللي الأجهزة السيادية بتحبه في أفلام وحيد.. لأن الرسالة بسيطة: اغضب من السلطة كيفما شئت، لكن تذكر أن صراعك معها قد يسحقك، فإذا ما خرجت سالمًاً عليك أن تتنفس الصعداء. أما لما كان البطل بينسحق، فكنت باحِس بالانقباض والحِنق.. بس خلينا ناخد بالنا إن أغلب الأفلام اللي انتهت بانسحاق البطل وبالتالي ضخت شعور الحنق ده، كانت من إخراج عاطف الطيب.

أنديل: هل في حاجة عند وحيد حامد ألهمتك في مشوارك الشخصي ككاتب؟

وائل حمدي: الحوار المميز غير التقليدي وغير المتوقع.. دي أكتر حاجة كانت بتأثر فيّ ف شغله.

أنديل: إمتى بدأت تقفِش عليه، أو إيه أول عمل ليه خذلك؟

وائل حمدي: فيلم اسمه “الأولة ف الغرام” كان سنة 2007 تقريبًا.. كان بالنسبالي ردئ جدًا، واتصدمت صدمة كبيرة في “الأستاذ”.

أنديل: كلمني شوية عن الفيلم ده..

وائل حمدي: بسبب الفيلم ده رجعت أركز في مستوى كل أفلامه، واكتشفت إنه كان بيعلا وبينزل حسب سلطة وقدرة المخرج اللي معاه. ف “الأولة ف الغرام” كان واضح جدًا إن “وحيد حامد” سايق وما حدش بيراجع عليه تقريبًا، فكانت النتيجة سيئة.. حبكة مهوية، شخصيات مشوهة وغير واضحة، عوالم مفتعلة، حتى الحوار هنا كان وحش.

واللي أكدّلي احتياجه لمخرج قوي معاه، إن فيلمه التالي مباشرة “احكي يا شهرزاد” مع يسري نصرالله، كان عظيم.

أنديل: كان في أقاويل زمان عن إن وحيد حامد بيقتبس أو بيسرق أفكار لأفلامه من سينما أمريكا اللاتينية أو أماكن تانية السينما بتاعتها مش مشهورة قوي في مصر، يه رأيك في الكلام ده؟.. وكان في كلام على فيلم “المنسي” بالذات في هذا الخصوص، وكمان “الإرهاب والكباب”.

وائل حمدي: كنت باسمع الكلام ده برضه، لكنه عمره ما كان مدعوم باثباتات، بس عمومًا فكرة الاقتباس والسرقة الفنية شائكة جدًا بالنسبالي، لأن فيه عوامل كتير ممكن تتداخل وتخلينا نتصور إنه حصل سرقة، والمسألة كلها تبقى مجرد تأثر بالجو العام مثلًا.. لكن لو أنا اعتبرت نفسي من بنها وباحكم على مدى مصرية الفيلمين دول تحديدًا.. أعتقد إن “الإرهاب والكباب” مصري مية في المية، بينما “المنسي” ممكن يكون متأثر بعوالم مش مصرية.

أنديل: إيه رأيك في مسلسل “الجماعة“؟

وائل حمدي: ده من أعمال “الأستاذ” اللي أكدتلي من بدري إنه connected.. لسبب بسيط، وهو إنه لما تليفزيون الدولة في عصر مبارك يقرر يعمل مسلسل عن تاريخ الإخوان، فهو أكيد مش هايختار المؤلف بشكل اعتباطي. لكن بعيدًاً عن كده، رأيي في المسلسل فكريًاً إنه كان بيحاول يكون محايد في رصد قصة تكوين الجماعة.. لكنه الحياد اللي صاحبه أصلاً متبني وجهة نظر مسبقة.. وفنيًا كان ممتع طبعًا.

أنديل: إيه اللي كان ممتع فيه فنيًاً بالنسبة لك؟

وائل حمدي: عناصر كتير ما لهاش علاقة قوي بالكتابة نفسها: محمد ياسين مخرج هايل، قدم صورة ممتازة وأدار الممثلين بجودة عالية جدًاً، وقدر يخلق موود العشرينات والتلاتينات والأربعينات بشكل ما بنشوفوش كتير.

أنديل: “الحياد اللي صاحبه أصلًا متبني وجهة نظر مسبقة”.. هو مش أي حياد في النهاية كده برضه؟

وائل حمدي: يعني.. عندك حق.. بس يمكن فيه فرق بين إني أبقى عاوز أوصلك لنتيجة معينة لكني بادّعي إني محايد، وبين إني أحاول أكون محايد فعلًا وأحط نفسي مكان الطرف التاني وأتبنى وجهة نظره..

عارف المشكلة في الجماعة إيه؟

أنديل: إيه؟

وائل حمدي: إنه انطلق من فكرة “الجماعة”.. يعني أنا هاعمل مسلسل عن “الناس التانيين” اللي بيقولوا على نفسهم إخوان مسلمين.. السكة دي تكملتها المنطقية “إحنا شعب وانتو شعب”، المسلسل ما انطلقش من فكرة إن عدد من “المصريين” تبنوا فكرة معينة للإصلاح الديني أو السياسي.

أنديل: ما هو لو وحيد حامد سيناريست عنده توجه شبه كده.. ما كانوش جابوه يكتب المسلسل أبو سوبعوميت مليون جنيه ده. بيتهيألي يعني.

وائل حمدي: بالظبط.. ده حقيقي.. المسلسل اتعمل بمنطق الـ freak show: هانفرجكوا على كائنات غريبة عايشة وسطينا، وبالتالي أي محاولة لإظهار “الحياد” بعد كده هاتكون فاشلة.. خلينا نستبدل الحياد بالـ”موضوعية”.. ده لفظ أدق.

أنديل: تفتكر المسلسل ده لو كان اتعمل دلوقتي مش قبل الثورة كان إيه اللي هايبقي مختلف فيه؟

وائل حمدي: أنا عندي فضول أشوف الجزء التاني فعلًا.. المفروض إنه بيتكتب دلوقت.. لكن عمومًا أتصور إنه “محاولة إظهار الموضوعية” هاتتراجع كتير ومش هاتبقى هاجس أصلًا.

أنديل: أنا بصراحة لما شُفت المسلسل حسيت إن الدولة خايفة من الإخوان زيادة عن اللازم، ولو كنت مكان الإخوان وشفت المسلسل ده، كنت هاتشجع على عمايل أي حاجة غبية من اللي عملوها.

وائل حمدي: ما انت قدمتهم باعتبارهم “قوم آخرون”.. ده بيفكرني بجملة حوار مهمة لوحيد حامد نفسه في “الإرهاب والكباب”، بعد ما التليفزيون أعلن إن اللي خطف مجمع التحرير “مختل عقلياً”.. فعادل إمام قال: “ليه كده يا سيادة الوزير؟ ما إحنا كنا كويسين! بس بما إنكو شايفين إني مختل عقليًاً، فأنا هاتصرف تصرفات المختلين عقليًا”.

أنديل: بالظبط.. طب ما هو الراجل ممكن يكون فعلًا بكل بساطة خايف من الإسلام السياسي أكتر من النظام العسكري القمعي. واختار خلاص السكة.

وائل حمدي: هو كده فعلًا..

أنديل: ما المشكلة إن الخوف ده ما ينفعش تناقشه، بس ليه إحنا بنزعل من الفنان لما يبقي عنده نفس الخوف الطبيعي اللي عند عمتي وعمتك؟

وائل حمدي: أنا مش معترض على خوفه من الإسلام السياسي، أنا معترض على إنه قدم نفسه لفترة طويلة كرافض للسلطة العسكرية المستبدة، مع إنه عنده استعداد كامل للانضواء تحت جناحها عشان تحميه من الأشرار اللي بيخاف منهم، ده بيفكرني بنفوري من نهاية فيلم “المصير” مثلًا.. الاستعداد لقبول استبداد السلطة، للهروب من استبداد الدين.

أنديل: انت مش معترض على الخوف ده، بس مستسخَفه؟

وائل حمدي: لا والله مش مستسخَفه.. بس رافض لفكرة الادعاء إنك مع الحرية أينما كانت وأيًا كان المستَبِد اللي هاتواجهه، وبعدين أكتشف ببساطة إنك عندك استعداد لقبول نوع معين من الاستبداد.

أنديل: ما ده بياخدك للمعضلة (اللي هي مش معضلة ولا حاجة يعني) بتاعة: إزاي تكون مع الحرية لو الحرية هاتخدم فكرة ضد الحرية؟

وائل حمدي: هي مش معضلة ولا حاجة فعلًا.. لأني أقدر أرفض كل أنواع الاستبداد من غير ما أنصُر أحد المستبدين على الآخر، وأتصور إن فيه نماذج كتير حوالينا سياسيًاً وصحفيًاً ويمكن فنيًاً ملتزمة بالخط ده.

أنديل: ممكن أمثلة فنية لنصرة الحرية دون الانضمام لمعسكرات؟

وائل حمدي: أعتقد إننا هنا بنتكلم عن فنانين، مش أعمال محددة.. والتركيبة دي غالبًاً بتظهر في المواقف المعلنة للفنان أكتر ما بتظهر في أعماله.. لكن لو حبينا نركز على أعمال فنان بتدعو للحرية بوضوح من غير معسكرات، أعتقد هاتلاقي عاطف الطيب النموذج الأشهر.

أنديل: إيه الفرق بين الإسلام السياسي في رؤية عاطف الطيب، ورؤية وحيد حامد، من وجهة نظرك؟

وائل حمدي: الطيب ما اتعرضش كتير للاسلام السياسي، لكن كان بيشاور بقلق على مظاهر التطرف باعتبارها إفراز من إفرازات المجتمع المريض المقموع، أفتكر إن من أجمل الإشارات السياسية لتأثير استبداد السلطة والدين على المواطن في أفلام الطيب، كانت في فيلم مش سياسي بشكل مباشر “الحب فوق هضبة الهرم“.. الشاب الهايج ونفسه يتجوز مش لاقي علاج عند تصريحات السياسيين، ولا تنظير المثقفين، ولا مواعظ الشعراوي.

أنديل: لو عاطف الطيب كان لسه عايش، وحضر الإنفجار الإسلامي اللي حصل ده، تفتكر كان هايعمل أفلام عاملة إزاي؟

وائل حمدي: ما عنديش أي تصور، أنا ممكن أتخيل طبيعة مواقفه المعلنة، أعتقد إنه كان هايبقى في خندق “الطابور الخامس”.. لكن فنيًا ما أعرفش كان ممكن يعبر عن وضعنا إزاي، يمكن كان يحب يعمل حاجة ف سكة فيلم “بين السما والأرض” مثلًا، ويحشر نماذج متنافرة بمصير واحد.

أنديل: تفتكر وحيد حامد هَمُه الأساسي كفنان إيه؟ أو إيه القضية اللي بتلِّح عليه؟

وائل حمدي: دلوقتى ما أعرفش، زمان كنت متخيل إن هَمُه الأساسي هو الانتصار للمواطن البسيط ضد القهر بكل أشكاله.. لكن واضح إنه ما طلعش بكل أشكاله ولا حاجة.. وواضح كمان إن المواطن البسيط ده مقصود بيه: المواطن الذي لا يتعاطف مع الإسلام السياسي.
ممكن نعتبر إن همه سابقًا وحاليًا: محاربة التطرف والاستبداد الديني حتى لو كان حليفي في الحرب استبداد آخر.

أنديل: سؤال محرج، بدون أسماء، في الأجيال الجديدة من كتاب السيناريو اللي المفروض اتربّوا على أعماله، هل شايف امتدادات للفكرة دي؟ وهما كام؟

وائل حمدي: آه طبعًا في امتدادات كتير لمدرسة وحيد حامد.. كتير.. من اللي أعرفهم شخصيًا ممكن يكون في ستة أو سبعة.

أنديل: أ*ـا!

وائل حمدي: آه وربنا..

أنديل: طب ومن الملحدين بيه في كام؟

وائل حمدي: قصدك اللي ضد طريقة التفكير دي؟

أنديل: آه.

وائل حمدي: في شوية حلوين برضه.. أعرف شخصيًاً أربعة.. وفي تلاتة شاكك ف أمرهم.

أنديل: هاهاهههاهاهاها.. تفتكر إيه أكتر حاجة بتبطأ الفكاك من أسر الإعجاب بشخصيات زي وحيد حامد كده؟

وائل حمدي: الصنعة الحلوة.. في النهاية انت قدام شخص متميز جدًاً في حرفته.. ده أولًا، وثانياً: سوابق الأعمال العظيمة اللي ما تقدرش تسقطها بسهولة من حساباتك، دي أعمال بتسيب علامة في الوجدان، وبتبقى عملية إعادة تقييمها ف منتهى الصعوبة. بس أكتر حاجة ممكن تسرع الفكاك من الأسر، هي إنك تشوفه بيتكلم في لقاء تليفزيوني.

أنديل: قلة عدد الكتاب الشطار وصغر حجم الصناعة بيدي الناس أحياناً أكبر من الحجم اللي يستحقوه شوية، انت موافق على ده ولا لأ؟

وائل حمدي: مممممم.. هي النظرية صحيحة في العموم، لكن مش منطبقة على وحيد حامد، لأنه في الحقيقة ظهر في فترة كان فيها انتعاش كبير في الصناعة وتعدد في المواهب.. جيل التمانينات الذهبي يعني.

أنديل: مممم.. لو اعتبرنا إن وحيد حامد وقناعاته نتاج طبيعي للظروف السياسية اللي كانت موجودة في عصره، إيه الاختلاف دلوقتي، وممكن يطلع كُتاب عاملين إزاي؟

وائل حمدي: العصر الذهبي لوحيد حامد كانت السلطة فيه بتحاول تبان إنها مساندة لحرية التعبير.. العصر الحالي – لو سميناه عصر يعني، الله أعلم الأيام شايلة إيه – السلطة فيه مش معنية أبدًا إنه يتقال عليها مساندة لحرية التعبير، وبالتالي، أتصور الكتاب الشاطرين في الفترة الجاية هايتقسموا لتلات فئات: فئة منسحقة أمام السلطة وبتحاول تقدم أعمال تشيد بمزايا السلطة دي، وفئة هاتتكلم ف أي حاجة بعيد عن السياسة، وفئة هاتلجأ بشكل تلقائي للرمز والرسائل المستترة، ده غير طبعًا الفئة اللي ممكن تصطدم بشكل مباشر وأعمالها تتمنع. أعتقد الناتج الفني العام هايكون أشبه بالستينيات.

أنديل: أنا حاسس إن دي حاجة حلوة!

وائل حمدي: وارد طبعًاً.

أنديل: طب انت دلوقتي سعيد؟

وائل حمدي: سعيد بحوارنا أكيد.

أنديل: شكرًا جزيلًا.

وائل حمدي: العفو العفو.

اعلان
 
 

دعمك هو الطريقة الوحيدة
لضمان استمرارية الصحافة
المستقلة والتقدمية

عشان من حقك الحصول على معلومات صحيحة، ومحتوى ذكي، ودقيق، وتغطية شاملة؛ انضم الآن لـ"برنامج عضوية مدى" وكن جزءًا من مجتمعنا وساعدنا نحافظ على استقلاليتنا التحريرية واستمراريتنا. اعرف اكتر

أشترك الآن